السعودية تعلن عن مجموعة مشاريع بالمليارات ستغير حياة أكثر من 4 مليون من سكان الشرقية

السعودية تعلن عن مجموعة مشاريع بالمليارات ستغير حياة أكثر من 4 مليون من سكان الشرقية
  • آخر تحديث

أعلن المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للمياه، سلطان الراجحي، أن مجموعة من المشاريع المائية الكبرى ستدشن مطلع الأسبوع المقبل في المنطقة الشرقية، باستثمارات تتجاوز 12 مليار ريال، لتخدم أكثر من 4 ملايين مستفيد من سكان المنطقة.

السعودية تعلن عن مجموعة مشاريع بالمليارات ستغير حياة أكثر من 4 مليون من سكان الشرقية

وأكد الراجحي أن تلك المشاريع لا تقتصر على زيادة الإنتاج فقط، بل تشمل تطوير شبكات النقل، والتوزيع، وتقنيات حديثة للتحلية تواكب أهداف الاستدامة والابتكار في المملكة.

وفي هذا السياق، تترقب المنطقة الشرقية التي تعد نقطة محورية في منظومة المياه السعودية تنفيذ مشاريع ضخمة تعد محطات فارقة في مسار أمن المياه بالمملكة، وتعزز مكانتها كمركز استراتيجي لتوزيع المياه المحلاة إلى المدن الكبرى الأخرى.

وفيما يلي أهم التفاصيل التي تبرز أثر هذه المشاريع على سكان الشرقية ومستقبل الإمداد المائي.

المنطقة الشرقية تعد من أكثر المناطق التي تعتمد على المياه المحلاة والنقل المائي لتلبية احتياجاتها، نظرا لاتساع رقعة المسطح الساحلي ووجود كثافة سكانية وصناعية.

لذا، فإن المشاريع الجديدة ستعزز من القدرة الإنتاجية وتخفف الضغط على البنى الحالية.

وتأتي هذه المشاريع في وقت تعزز فيه السعودية ريادتها العالمية في إنتاج المياه المحلاة، حيث تسعى إلى الاستفادة من الطاقة المتجددة وتقنيات التناضح العكسي من أجل تقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية، بما يدعم رؤية 2030 في مجالي الاستدامة والتحوّل التقني.

مكونات المشاريع الجديدة والخدمات المقدمة

بحسب تصريحات الراجحي، تشمل حزمة المشاريع:

  • محطات تحلية إضافية لتوسعة القدرة الإنتاجية المائية في الجبيل والخبر، بتقنيات عالية الكفاءة، تدمج الطاقة المتجددة لتغذية جزء من التشغيل.
  • شبكات نقل وتوزيع موسعة داخل الشرقية وخارجها، لربط المصانع، المناطق السكنية الجديدة، ومحاور التمدد العمراني بالشبكة المائية الرئيسية.
  • تطوير البنى التحتية لخطوط الأنابيب وربطها بمحطات التحلية، وتحديث خطوط النقل لخفض الفاقد المائي وزيادة كفاءة التشغيل.
  • إدخال حلول بيئية وتقنيات مبتكرة مثل التناضح العكسي وتحويل بعض التشغيل للطاقة النظيفة، لخفض تكاليف التشغيل والانبعاثات.

وأكد الراجحي أن المشروع في الجبيل، الملقب بمشروع “المليون”، يعد أكبر مشروع تحلية في العالم يعتمد تقنية التناضح العكسي، ويغطي جزء كبيرًا من احتياجات المنطقة بطاقة تشغيلية عالية.

كما أشار إلى أن هذا المشروع يعتمد في تشغيله على الطاقة الشمسية بنسبة تقارب 33٪، مما يوفّر نحو 330 ألف متر مكعب مياه يوميا من الطاقة النظيفة.

كما لفت إلى أن الهيئة سبق أن وقعت اتفاقيات تمويل مع جهات دولية لتمويل مشروعات تحلية في الجبيل والمنظومة المائية في الخبر، بقيمة إجمالية تبلغ 2.43 مليار ريال، لتمكين تنفيذ المنظومات وفق أحدث المعايير التقنية.

من المتوقع أن تكون نتائج هذه المشاريع بتحسّن ملموس في حياة سكان الشرقية، من خلال:

  • ضمان توفر مياه نظيفة ومستقرة للمدن الصناعية والسكنية على حد سواء، دون انقطاعات أو تذبذبات كبيرة.
  • خفض معدلات الضغط على الشبكات القديمة وتحسين توزيع المياه، مما يقلل من الفاقد ويزيد الكفاءة التشغيلية.
  • دعم النمو العمراني والتوسع في الأحياء الجديدة من خلال توفير البنية التحتية المائية اللازمة لدعم المشاريع السكنية والتجارية.
  • تعزيز الاستدامة البيئية عبر خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات في عمليات التحلية، بما يسهم في الأهداف البيئية الوطنية.
  • تحسين الموثوقية والأمن المائي في مواجهة الضغوط الجوية والجفاف المحتمل، خاصة في فصول الصيف والذروة.

وسيكون المشروع محط أنظار المستثمرين والمصانع والمزارع والمستهلكين على حد سواء، حيث إن توافر مياه يعد من عناصر الجذب الأساسية لأي نشاط اقتصادي أو تنموي.

على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه المشاريع، هناك عدة تحديات يجب مواجهتها:

  • تكلفة التشغيل والصيانة العالية لمشروعات التحلية والنقل، مما يتطلب إدارة مالية دقيقة وشراكات مع القطاع الخاص لضمان الاستدامة.
  • تمويل المشاريع الضخمة يحتاج إلى ضمانات واختيار هيكلة التمويل الأنسب، وهو ما تبدأ الهيئة فيه من خلال الاتفاقيات الدولية والمؤسسات التمويلية.
  • مراقبة التنفيذ والجودة لضمان أن المشاريع تنفذ في وقتها ووفق المواصفات المطلوبة، دون تأخير أو تجاوزات.
  • التكامل مع الشبكات القائمة لتفادي الفجوة بين البنى القديمة والجديدة، ودمجها بسلاسة.
  • المخاطر البيئية المرتبطة بعمليات التحلية (مثل التخلف الملحي)، لذا يجب إدخال حلول بيئية مناسبة ومعايير تصريف مائي آمن.

وللتعامل مع مثل هذه التحديات، تشير الهيئة إلى أن المشاريع ستدار بشراكة قوية مع القطاع الخاص، وتنفذ تدابير فعّالة للابتكار البيئي، وستراقب بدقة مؤشرات الأداء لضمان التزام المشاريع بمواصفات الجودة والمواعيد.

في الختام، إعلان السعودية عن مشاريع مائية ضخمة في الشرقية يضع المنطقة في قلب التحولات التنموية والمياه المستقبلية.

وباستثمار يفوق 12 مليار ريال، ستعد هذه المشاريع خطوة استراتيجية نحو ضمان استدامة الإمداد المائي للملايين، وتحسين جودة الحياة، ودعم المسار التنموي في المملكة.

وتأتي هذه الخطوة لتعزيز مكانة الشرقية كمحور حيوي في أمن المياه الوطني، مع التركيز على الابتكار والاستدامة كركائز أساسية في تنفيذها.

المصادر


  • CNBC عربية: المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للمياه يعلن مشاريع ستخدم أكثر من 4 ملايين مستفيد


  • شركة المياه الوطنية: تنفيذ 12 مشروعًا مائيًا وبيئيًا في الشرقية بنحو 1.5 مليار ريال