السعودية تستعد لتوديع الاحتفالات المسائية بمناسبات الزفاف وقرار مرتقب بتحويل مواعيد الاحتفالات لتكون بين الظهر والعصر

السعودية تستعد لتوديع الاحتفالات المسائية بمناسبات الزفاف
  • آخر تحديث

تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة المطالب المجتمعية في المملكة العربية السعودية لتغيير مواعيد حفلات الزفاف، مؤكدين أن توقيت السهرة الطويلة التي تبدأ غالبا مساء وتتجاوز أوقات متأخرة من الليل، بات يشكل عبئ صحي واجتماعي واقتصاديا على الأسر والمدعوين، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء الذي يقصر ساعات النهار ويجعل التأخر أشد وطأة.

السعودية تستعد لتوديع الاحتفالات المسائية بمناسبات الزفاف

وفي ضوء هذا التوجه الشعبي، تتوقع مصادر مطلعة تجاوب رسمي مع هذه المطالب، وربما صدور قرارات تقضي بأن تبدأ حفلات الزواج في الأيام الأكثر نشاط مثل يومي الجمعة والسبت في فترات تمتد من بعد صلاة الظهر إلى ما قبل العصر، بدلا من الأسابيع التقليدية التي تبدأ فيها الحفلات مساء أو بعد العشاء.

عرف المجتمع السعودي عبر عقود عادة إقامة حفلات الزفاف مساء ومساء متأخر جدا، بحيث تبدأ بعض الحفلات في الساعة العاشرة ليلا أو الحادية عشرة، وغالبا لا يظهر العروس إلا بعد منتصف الليل، وتمتد السهرات إلى ما بعد صلاة العشاء ربما قرب السحر، وهو ما أثار جدل كبير من الناحية الصحية والأسرية.

بعض الخبراء في استشارات الأسرة والدراسات الاجتماعية يرون أن هذا السلوك لا يَخدم راحة المدعوين ولا العروسين، ويعزز من التعب والإرهاق ويؤثر على ترتيبات الأسرة، ويعيق الالتزامات الأخرى مثل العمل صباحا أو الأنشطة التي تبدأ مبكرا.

في المقابل، ثمة صوت يدافع عن حرية التنظيم والاختيار، ويشير الى أن تأخر الزفاف يرتب له ناس معينون من الضيوف المتأخرين وأناس من خارج المدينة مثلا، وهناك أيضا ما يعتبره البعض أن الفخامة والزينة والتجهيزات مرتبطة بوقت السهرة المتأخر، مع رغبة بعض العائلات في أن يكون الحفل احتفال ملكي يحضره الناس تحت أضواء الليل.

المطالب بتعديل مواعيد حفلات الزفاف لا تنبع فقط من رغبة في الراحة، بل من ملاحظات عميقة لدى عدد من الأسر والباحثين:

  • الصحة الجسدية والنفسية: السهر المتأخر يسبب قلة النوم، التعب، ضعف التركيز في اليوم التالي، وقد يكون له تأثير على العروسين خاصة إن كان الزفاف مصحوب بتجهيزات تجميلية تستغرق وقت طويل خلال النهار.
  • الأثر الأسري: تأخر الحفل قد يعني تأخر عودة النساء إلى المنزل، وقد لا يتمكن الأطفال من النوم في أوقاتهم المعتادة، وقد تتعرض بعض المدعوات لمضايقات أو أحوال جوية صعبة في ساعات متأخرة.
  • التكلفة المادية: تجهيز القاعة، ضيافة إضافية للمدعوين المتأخرين، الإضاءة، الزينة، وكل ما يرهق ميزانية الحفل، يكون أكبر عندما يمتد الحفل لساعات متأخرة.
  • الاستعدادات والازدحام الزمني: مع ضيق الوقت في فصل الشتاء وقصر النهار، يضطر الكثير للانتظار الطويل، وقد تتداخل دعوات الحفلات، مما يسبب ضغط على خدمات التنقل والطعام وغيرها.

رغم أنه لا توجد حتى الآن قرارات حكومية معلنة تلزم تغيير توقيت الزفاف ليكون رسميا من بعد صلاة الظهر إلى العصر في أيام الجمعة والسبت، إلا أن عدة مؤشرات تدل على أن الموضوع تحت الدراسة:

  • مقالات رأي واستطلاعات رأي أظهرت تأييد قوي بين المواطنين لهذا التغيير، مع إعلاميين ومستشارين أسريين ينادون بالتبكير في وقت الحفل ليكون أكثر ملاءمة للمجتمع والأسرة.
  • في بعض المدن، لوحظ أن بعض الأسر بدأت بمبادرات فردية لإقامة حفلاتها في وقت مبكر من المساء، أو حتى في "النهار" ما بعد العصر، ما يعد مؤشر لتغير تدريجي في الممارسات الاجتماعية.
  • قد يعتمد قرار تنظيمي من الجهات المختصة بالبلديات وقاعات الأفراح، وربما إصدار لوائح تحدد مواعيد يبدأ فيها تشغيل القاعات أو توقيتها الرسمي.

رغم الدعم الشعبي، هناك عدة عوائق قد تواجه تنفيذ مثل هذا التغيير:

  • العادات والتقاليد: كثير من العائلة والأفراد يعتبرون أن الزفاف المناسب هو الذي يبدأ مساء ويستمر إلى الليل، والحنين إلى المظاهر الاحتفالية التقليدية قد يقاوم التغيير.
  • التوازن مع أوقات الصلاة: إقامة الزفاف بعد الظهر قد تتقاطع مع وقت صلاة العصر والمغرب، مما يرفع من حساسية تحديد التوقيت بحيث لا يتعارض مع الفرائض الدينية.
  • الانعكاس التجاري: قاعات الأفراح والمنظمون يعتمدون على أساليب تقديم الطعام والضيافة والموسيقى التي تستدعي التحضير الطويل، وقد يخشى البعض أن التغيير إلى وقت نهاري أو بعد الظهر يقلل من هذه الإيرادات.
  • التوزيع الجغرافي والمناخي: في بعض المناطق البعيدة أو التي تفتقر للبنية التحتية أو خلاء النقل مساء، قد يكون إقامة حفلات بعد الظهر غير عملي، خصوصًا في فصل الشتاء مع غياب ضوء النهار المبكر.

العديد من الباحثين والمختصين الأسريين يرون أن التغيير ممكن ويرحب به إذا تم برفق وتنظيم:

  • تنظيم حفلات الزفاف بحيث تبدأ مباشرة بعد صلاة الظهر أو العصر في يومي الجمعة والسبت، مع مراعاة أن تنتهي قبل صلاة العشاء، أو في وقت مبكر من المساء.
  • وضع لوائح تنظيمية أو إرشادية من الجهات المختصة (البلديات، وزارة الشؤون البلدية، هيئات التطوير) تدعم مراعاة الوقت المناسب دون إجبار، مع حوافز للأسر التي تتبنى التوقيت المبكر.
  • توعية مجتمعية عبر الإعلام والبرامج التي تظهر فوائد التبكير للمدعوين، للعروسين، وللأسر.

يبدو أن السعودية على أعتاب تحول محتمل في تقليد الزفاف الطويل المتأخر إلى نموذج أكثر اعتدال، يبدأ من بعد الظهر وينتهي مساء لا تضحية بالفرح والمظاهر، بل توازن بين العادات والراحة والمسؤولية الاجتماعية.

التغيير لن يأتي دفعة واحدة، لكنه قد يبدأ كمبادرات فردية أو توجيهات من بلديات، ثم تتحول إلى لوائح تنظيمية، ويصبح الخيار المألوف بدلا من الاستثناء.

المصادر

  • الوطن السعودية – مقال “حفلات الزواج تبكير لمراعاة المصالح أم تأخير لكسب الوقت”
  • صحيفة الوطن السعودية – “عرائس يكسرن تقليد الفرح ليلا للاحتفال بالزواج نهاراً”
  • صحيفة الرياض – “تأخير حفلات الزفاف حتى ساعات الفجر يحرج المدعوات”