موقف الفيفا من أزمة لودي تفجر صراع محتدم داخل الهلال

موقف الفيفا من أزمة لودي تفجر صراع محتدم داخل الهلال
  • آخر تحديث

في خطوة غير متوقعة هزت الشارع الرياضي السعودي، قرر النجم البرازيلي رينان لودي فسخ عقده مع نادي الهلال من طرف واحد، على الرغم من أن عقده كان يمتد حتى صيف عام 2027.

موقف الفيفا من أزمة لودي تفجر صراع محتدم داخل الهلال 

فقد غادر اللاعب العاصمة الرياض بشكل مفاجئ يوم السبت، وأرسل ممثله القانوني خطاب رسمي إلى إدارة الهلال، يؤكد فيه إنهاء العلاقة التعاقدية بشكل أحادي.

إدارة الهلال من جانبها أبدت استغرابها من القرار، مؤكدة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية الكفيلة بحماية حقوق النادي، باعتباره طرف متضرر من هذا التصرف.

أزمة متكررة في عالم كرة القدم

الصحف الرياضية سلطت الضوء على هذه الأزمة، معتبرة أن ما جرى مع لودي ليس سابقة استثنائية في كرة القدم، بل هو جزء من سلسلة صراعات بين اللاعبين وأنديتهم، تنتهي أحيانا بتسويات ودية وتتصاعد أحيانا أخرى إلى قضايا معقدة أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أو محكمة التحكيم الرياضي "كاس".

قضايا مشابهة من الأندية واللاعبين

  • قصة بوديسكو مع الشباب السعودي
    • من أبرز الحالات المشابهة، ما قام به اللاعب الروماني كونستانتين بوديسكو مع نادي الشباب في صيف عام 2019، حيث غادر معسكر الفريق دون إذن رسمي، قبل أن يعود إلى بلاده ويطالب بفسخ عقده بحجة تهميشه.
    • وأرسل بوديسكو رسالة إلكترونية لإدارة النادي معلن فسخ التعاقد، ما دفع الشباب إلى رفع دعوى لدى الفيفا.
    • وانتهت القضية بحكم يلزم اللاعب وناديه أسترا الروماني بدفع غرامة بلغت 723 ألف دولار لصالح النادي السعودي.
  • التجربة الأذربيجانية مع كامارن جولييف
    • وفي الدوري الأذربيجاني، واجه نادي سومجايت أزمة مع لاعبه كامارن جولييف في الموسم الماضي، بعدما قرر اللاعب فسخ عقده بسبب قلة مشاركاته مع الفريق.
    • لكن النادي اختار معالجة الأزمة بمرونة، حيث وافق على فسخ العقد بالتراضي، مما أتاح للاعب الانتقال مجانا إلى نادي آخر دون الدخول في نزاعات قضائية.
  • أزمة حمدي النقاز مع الزمالك المصري
    • أما اللاعب التونسي حمدي النقاز فقد خاض تجربة مشابهة مع نادي الزمالك المصري، حين أقدم على فسخ عقده من طرف واحد بدعوى وجود مستحقات مالية متأخرة.
    • ورفع النقاز شكوى لدى الفيفا، فصدر حكم لصالحه يلزم الزمالك بدفع مليون و250 ألف دولار، إضافة إلى حرمان النادي من قيد لاعبين جدد.
    • غير أن محكمة التحكيم الرياضي الدولية "كاس" ألغت هذا الحكم لاحقا بعد التوصل إلى تسوية ودية أعادت اللاعب إلى الفريق، لكن الخلاف تجدد مرة أخرى نتيجة إخلال النقاز بشروط التسوية.
    • وفي أغسطس من عام 2024، حصل الزمالك على حكم جديد يلزم اللاعب بدفع غرامة مالية قدرها 160 ألف دولار.

قراءة في أبعاد الأزمة الجديدة

تظهر هذه الأمثلة أن النزاعات بين اللاعبين والأندية حول العقود ليست مجرد خلافات شخصية، بل هي ملفات قانونية معقدة تتداخل فيها الجوانب الرياضية والمالية والقانونية.

كما تكشف أن فسخ العقد من طرف واحد لا يمر غالبا دون تبعات، إذ يجد اللاعب نفسه أمام دعاوى قضائية وغرامات مالية باهظة، أو قد يخسر النادي لاعبه دون مقابل إذا لم يحسن إدارة الموقف مبكرا.

الهلال أمام اختبار صعب

بالنسبة إلى نادي الهلال، فإن أزمة رينان لودي تضعه أمام اختبار قانوني وعملي في آن واحد، حيث يسعى لحماية حقوقه المادية والمعنوية، وفي الوقت نفسه المحافظة على استقرار الفريق الفني وسط منافسات محلية وقارية قوية.

ومع أن القوانين الدولية تمنح الأندية المتضررة حق اللجوء إلى الفيفا والمطالبة بالتعويض، إلا أن مسار هذه القضايا يستغرق وقت طويل، وقد ينتهي بتسويات خارج أروقة المحاكم الرياضية.

قرار رينان لودي بفسخ عقده من طرف واحد يفتح صفحة جديدة من التحديات أمام الهلال، ويعيد إلى الأذهان سلسلة من النزاعات السابقة بين اللاعبين وأنديتهم حول العالم.

ومهما كانت نتائج هذه الأزمة، فإنها تؤكد أن العلاقة التعاقدية في كرة القدم ليست مجرد اتفاق مكتوب، بل هي التزام متبادل يتطلب احترام متبادل لضمان استمرار النجاحات على أرض الملعب بعيد عن صخب النزاعات القانونية.