القصة الكاملة لوفاة طبيب وزوجته الطبيبة في الرياض بسبب انتظار وجبة طعام من مطعم شهير

في حادثة مأساوية ومفجعة، فجعت محافظة شقراء بوفاة اثنين من أبنائها العاملين في القطاع الصحي، وهما الدكتور عبدالعزيز إدريس، الجراح المعروف في مستشفى شقراء، وزوجته الدكتورة أسماء أحمد، الطبيبة العاملة في أحد المجمعات الطبية بالمحافظة، إثر اختناقهما داخل سيارتهما نتيجة تسرب غاز من مكيف الهواء، أثناء توقفهما أمام أحد المطاعم في مدينة الرياض.

القصة الكاملة لوفاة طبيب وزوجته الطبيبة في الرياض

القصة المؤلمة بدأت حين قرر الزوجان قضاء يوم بسيط في العاصمة، مستغلين وقت فراغهما بين المناوبات الطبية، في محاولة لالتقاط أنفاس الراحة من ضغط العمل.

لكن القدر لم يمهلهما طويلا، إذ انتهت هذه الرحلة القصيرة بفاجعة لم تكن في الحسبان.

تفاصيل اللحظات الأخيرة

بحسب ما أوردته مصادر مقربة من العائلة وزملائهما في العمل، فقد كان الطبيبان ينتظران داخل السيارة لحين تجهيز طلب وجبتهما، وأثناء هذا الانتظار، بدأ تسرب غير مرئي للغاز من مكيف المركبة، تسبب في اختناقهما دون أن يشعر أحد بما يحدث.

الهدوء الذي ساد المكان كان خادع، إذ لم يكن هناك أي مؤشر خارجي على أن الحياة تغادر المركبة بصمت قاتل، وعندما فتح باب السيارة، كان الأوان قد فات.

ردود فعل حزينة وزملاء في حالة صدمة

مع انتشار خبر الوفاة، خيم الحزن على الأوساط الطبية والإدارية في محافظة شقراء، حيث عرف الفقيدان بحسن سيرتهما ومحبتهما لعملهما ومساعدتهما الدائمة للمرضى.

مساء السبت، اجتمع عدد كبير من الأطباء والطبيبات، وزملاء الفقيدين في إحدى الاستراحات بالمحافظة، في مجلس عزاء جمع الغصة بالدمعة، وتوالت فيه كلمات التأبين والمواساة.

عبر زملاؤهما عن حزن عميق وصادق، مؤكدين أن الراحلين كانا نموذج للأخلاق، والبساطة، والتفاني في خدمة الناس، وذكر بعضهم مواقف شخصية عاشوها مع الزوجين تعكس تواضعهما وإنسانيتهما في التعامل مع كل من حولهما.

مسيرة مهنية مشرفة تختتم بلحظة صمت أبدية

كان الدكتور عبدالعزيز إدريس يعد من الأسماء الطبية المتميزة في قسم الجراحة بمستشفى شقراء، ويعرف عنه دقته في العمل وحسن تعامله مع المرضى والطاقم الطبي.

أما زوجته الدكتورة أسماء، فكانت محل احترام وتقدير من المراجعين والزملاء في المجمع الطبي الذي كانت تعمل فيه، لما عرف عنها من اهتمام وعناية بالمرضى، وابتسامة لا تفارق وجهها.

لقد رحلا وهما يؤديان رسالتهما السامية في مهنة الطب، وسجلهما المهني الحافل سيبقى شاهدًا على العطاء، والرحيل الموجع سيظل محفورًا في ذاكرة من عرفوهما.

درس قاسي وتنبيه مجتمعي

تسلط هذه الحادثة الأليمة الضوء على خطورة الإهمال غير المتعمد في فحص أنظمة التكييف داخل السيارات، خاصة في أوقات الصيف والانتظار الطويل داخل المركبة.

فقد يكون الغاز القاتل بلا رائحة ولا لون، لكنه يحمل أثر مأساوي قد لا يمحى من ذاكرة أسر ومجتمعات بأكملها.

رحيل لا يعوض لكنه يورث احترام خالد

رحل عبدالعزيز وأسماء، لكن بصماتهما ستبقى حاضرة في قلوب كل من عايشهما، وعملهما في خدمة الناس سيظل نور يهتدي به زملاؤهما في طريقهم المهني.

رحمهما الله رحمة واسعة، وألهم ذويهما وأهلهما وزملاءهما الصبر والسكينة، وأبدلهما دار خير من دارهما، وجعل مثواهما الجنة.