في مشهد فلكي نادر جذب الأنظار وأثار الدهشة، ظهرت مساء أمس بقعة دائرية لامعة بلون وردي في سماء شمال غرب المملكة العربية السعودية، عقب غروب الشمس مباشرة، لتشكل لوحة سماوية غريبة وغير مألوفة في المنطقة.
بقعة بلون وردي تظهر في سماء السعودية الليلة الماضية
الظاهرة التي سجلتها أعين المراقبين وأجهزة التصوير، بدت كما لو أنها قادمة من عالم آخر، لتطرح معها العديد من علامات الاستفهام حول طبيعتها وأسبابها العلمية.
المرور السعودي يعلن انطلاق حملة جديدة حجزت حتى الآن أكثر من 7 آلاف مركبة من هذه الانواع
التحليل الفني لسهم أرامكو لجلسات الأسبوع الأخير من أغسطس 2025 يكشف عن نقاط ارتداد متوقعة عند هذه النقطة
الوطني للأرصاد يحذر من موجة مطرية غزيرة قد تتحول لسيول جارفة على هذه المناطق في السعودية
من اليوم آشياء جديدة يمنع حملها عند استخدام قطار الرياض
رصد الظاهرة للمرة الثانية خلال فترة قصيرة
أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها رصد مثل هذه البقعة، إذ سبق أن تم توثيق ظهور مشابه في 13 مايو الماضي، ما يشير إلى تكرار الظاهرة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا، ويزيد من احتمالية ارتباطها بنشاطات علمية أو طبيعية متكررة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
تفاصيل المشهد
أوضح أبو زاهرة أن الصور التي تم التقاطها للبقعة أظهرتها مضيئة بوضوح شديد مقابل خلفية السماء الزرقاء الداكنة، دون أن يرافقها أي صوت أو انفجارات، أو حتى تغير سريع في شكلها أو موقعها.
ظلت البقعة ثابتة في مكانها لعدة دقائق، قبل أن تبدأ تدريجي بالتلاشي والاختفاء، مما يرجح أن الظاهرة ليست مرتبطة بجسم متحرك مثل الطائرات أو النيازك.
التحليل العلمي
طرح المهندس أبو زاهرة أحد الاحتمالات العلمية المدروسة لتفسير هذه الظاهرة، مشير إلى أنها قد تكون ناتجة عن إطلاق أبخرة من عناصر معينة مثل الباريوم، السترونتيوم، أو الأكسجين المؤين، وذلك على ارتفاعات شاهقة قد تتجاوز الـ100 كيلومتر.
هذا النوع من العمليات يتم غالبا في إطار دراسات علمية متقدمة تستهدف تحليل طبقات الغلاف الجوي العليا، وتحديدا منطقة الأيونوسفير.
في مثل هذه الحالات، تقوم الشمس التي تكون قد غابت عن الأفق الأرضي، لكن ما زال ضوءها يعانق الطبقات العليا، بإضاءة هذه الأبخرة الكيميائية، مما ينتج عنه بقع مضيئة بألوان متغيرة تشمل الوردي، الأخضر، والأزرق، وتتحرك هذه الألوان وتتشكل بتأثير الرياح العليا في الغلاف الجوي.
احتمال بديل
لم يغفل التفسير العلمي أيضًا الاحتمال الثاني الأكثر إثارة، وهو أن تكون البقعة ناتجة عن مخلفات فضائية، مثل:
موعد صرف دعم تكافل لطلاب وطالبات المدارس مع بداية العام الدراسي 1447
مقارنة بين عدد الطلاب في مدارس الرياض والشرقية ومكة للعام الدراسي 1447 تكشف عن مفاجأة خارج التوقعات
أمير نجران يعلن عن مشاريع جديدة بأمر من خادم الحرمين الشريفين ستغير سكان نجران للأبد
السعودية تستعد لتوسيع الفئات التي ستحصل على دعم سكني لتشمل فئات جديدة من النساء الشابات وغير المتزوجات
- بقايا احتراق صواريخ بعد تنفيذها مهام فضائية.
- آثار أقمار صناعية محترقة عند دخولها مجددا للغلاف الجوي.
- سحب من غازات خفيفة مثل الهيليوم أو الهيدروجين التي تطلقها بعض المركبات أو الأقمار الصناعية.
كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى تشكّل أشكال لونية مضيئة في السماء لفترات قصيرة، دون أن تكون مرئية بالعين المجردة قبل أو بعد تلك اللحظة المحددة.
ظواهر مماثلة في التاريخ الحديث
رصدت ظواهر مشابهة في دول مختلفة حول العالم خلال بعثات علمية أو اختبارات صاروخية، مثل التجارب التي تقوم بها وكالات الفضاء (ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية، وغيرها)، حيث تستخدم المواد الكيميائية لرصد التفاعلات في الغلاف الجوي العلوي وتحديد طبيعة الرياح أو المجالات المغناطيسية.
رسالة من السماء تدعو للعلم والتأمل
سواء كانت هذه الظاهرة ناتجة عن تجربة علمية مخططة أو عن حادث غير متوقع في الفضاء القريب من الأرض، فإن ظهورها يسلط الضوء على مدى تعقيد الظواهر الجوية والفضائية التي تحدث فوق رؤوسنا دون أن ندركها دائمًا.
وتبقى مثل هذه المشاهد بمثابة تذكير جميل بجمال الكون وغموضه، وفرصة لمزيد من الاهتمام بالعلوم الفلكية، والتفكر في روعة العالم من حولنا.
كما تؤكد دور الهيئات الفلكية المحلية في رصد وتفسير الأحداث الغريبة التي تزين سماء المملكة العربية السعودية بين الحين والآخر.